دمعة هزت وجداني

كان اليوم يوم فرح وحزن في نفس الوقت ..... أمر غريب جدا ليست من عادت إخوتي أن يروني أعود مباشرة من صلاة الجمعة إلي المنزل بل كنت أذهب لزيارة القبور ثم أجلس مع أصدقائي وأحبابي وبعدها أقضي حاجتي و إن كان قصدني أحد في أن أقضي له حاجته ثم أعود ... لكنني اليوم قبلي خروجي للصلاة وجدت خبرا عاجل أن الأسيرات المحررات قد خرجن من السجون الإسرائيلية وهن في طريقهن إلي خارج المعتقل والوصول إلي المعبر المؤدي للضفة وكذلك غزة حيث ينتظرهم أهلهم وذويهم فكبرت وذهبت للمسجد بسرعة وكنت أدعو الله أن يمر الوقت سريعا لكي أري مباشرة تلك اللحظات الجميلة في عودة تلك الحرائر إلي أهليهم وذويهم وأن يلقوا بأنفسهم في أحضانهم لحظات مؤثرة وجميلة تنم عن الحب والتعاطف والترابط ومدي قوة ذلك الشعب رغم الخلافات الداخلية ورغم الحصار والتضييق والخناق ... وبالفعل انهيت صلاتي وصعدت مسرعا لشقتنا وفي غرفة الجلوس حيث التلفاز وجلست أمامه اتابع تلك اللحظات الجميلة الرائعة والرقيقة فكانت أول لقطة رأيتها كانت إحتضان أم لإبنتها وهي تقبلها وتبكي وتضمها إليها بشدة وشوق ولهفة ... فما كان مني إلا أنني بدأت أذرف دموع شديدة وظللت أبكي طوال يومي .... موقفا مؤثرا فعلا موقف تقشعر له الأبدان وأحسست بمدي و أهمية المقاومة وحمدت الله علي تلك النعمة التي نحن بها في بلدنا رغم التضييق والإعتقال وما إلي ذلك إلا اننا ليس هناك محتل ليس هناك حصار ليس هناك تجويع وتشريد ..... داري في ذهني أحداث غزة وتتابعت في شريط الذكريات كل ما رأيته وما تابعته عن القضية الفلسطينية منذ أن وعيت علي هذه الدنيا .... أحسست والله بأن الفرج قريب وأن الله مع الصادقين وأن تلك الحركة الرشيدة حركة المقاومة الإسلامية حماس مستمرة وستستمر بإذن الله عزوجل في إخلاصها وصدقها وعملها المتفاني في خدمة الشعب الفلسطيني ... كلمات كثيرة تدور بعقلي وقلبي ولكن لساني من الفرحة والبهجة التي تملأني غير قادر علي الكلام أما ما أحزنني هو أنه ما زال هناك اسري واسيرات ولكن إن شاء الله النصر القريب والفرج القريب بإذن الله عزوجل وستتم الفرحة بعودة فلسطين وبتحرير المسجد الأقصي وعودته سالما غنما للمسلمين بإذن الله